دعوة للحياة

أولئك الذين يملكون قلوبًا مليئة بالمحبة، تكون أياديهم دائمة ممدودة حين نصغي بصدق، علينا أن نتوقع أن ما نسمعه قد يغيرنا كنت انت التغير الذي تريد أن تراه بالعالم انت قوي بما يكفي لتتحمل و تتجاوز ما تمر به اليوم لا يمكن أن تصلح نفسك بأن تكسر غيرك كل الأمور الصالحة هي من عند الله يقدمها للبشر بقوته الإلهية وقدراته ويقوم بتوزيعها لمساندة الإنسان فإننا لا نبلغ إلى الغاية بغير إرادتنا، ولكنها (ارادتنا) لا تستطيع أن تصل هذه الغاية ما لم تنل المعونة الإلهيّة الصلاة التي ترتفع في قلب إنسان تفتح أبواب السماء المجد لك يا من أقمت صليبك جسراً فوق الموت، تعبر عليه النفوس من مسكن الموت إلى مسكن الحياة إن عناية الله أوضح من الشمس وأشعتها، في كل مكان في البراري والمدن والمسكونة، على الأرض وفي البحار أينما ذهبت تسمع شهادة ناطقة بهذه العناية الصارخة

شباب فى شباب

سلام لكم

أرسل لصديقك طباعة صيغة PDF

ســــلامٌ لكم

(يو20: 19-21)

"سلامٌ لكم" هذه بلا شك كانت صيغة مألوفة من صيغ التحية ، وبين أولئك الذين كانوا يحبون التحيات في الأسواق تطورت هذه الصيغة إلى مجرد عبارة عرفية. ومع ذلك فهي تعبر عن الرغبة العامة في السلام.

ولكن من له أذنان للسمع فليسمع نفس هاتين الكلمتين كما خرجتا من بين شفتي الرب المقام في عشية "ذلك اليوم وهو أول الأسبوع". فلا تحية عرفية هنا ولا أنية عاطلة، بل بركة إلهية من ذلك الذي يتكلم بسلطان وليس كالكتبة.

إنه صوت ذاك الذي في عشية اليوم الأول من أسبوع قديم نطق بكلمات العظمة والقدرة قائلاً "ليكن نور" فكان نور في عالم مظلم. لقد قال فكان أمر فصار. ويالها من بركة لنا أن نتأمل في تلك القوة غير المحدودة الكائنة خلف هاتين الكلمتين "سلام لكم اللتين نطق بهما الرب لتلاميذه في يوم قيامته "ولما قال هذا أراهم يديه وجنبه" فالسلام الحقيقي، ثمرة البر. فكل ماقام في طريق هذا السلام قد دين، والذبيحة المقبولة قد قُدمت وشخص الرب الذي هو الضحية المقدسة يعلن لأبصارهم الخاشعة برهان ماتحمل على الصليب حتى يعرفوا ويتمتعوا بسلام الله.

ياليتنا نتأمل كثيراً بالإيمان في "يديه وجنبه" لكي نفرح أيضاً إذ نرى الرب ونقدم له الحمد والسجود من كل القلب. "قال لهم يسوع أيضاً سلامٌ لكم. كما أرسلني الآب أرسلكم أنا" حقاً ليس كما يعطي العالم ولا كما يرغب العالم يعطينا الرب. فالسلام الذي يرجوه العالم يختلف تماماً عن ذلك الذي تمتع به تلاميذه.

هل كان بطرس ويوحنا حينئذ يتطلعان إلى حياة سهلة مريحة؟ هل كان في مقدورهما أن ينزويا في بقعة هادئة لتكون لهم حرية العيشة في "سلام" وهناءة وبلا هم ؟ نحن نعلم أن الأمر كان على العكس من هذا بالنسبة للأحد عشر. ولكن في حياتهم الحافلة بالخدمة والألم، لم يكن هناك شئ يستطيع أن يعكر صفو السلام الممنوح لهم والمضمون بالرب نفسه. "قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سَلاَمٌ. فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ" (يو33:16)

الغيرة في الحسنى

أرسل لصديقك طباعة صيغة PDF

الغيرة في الحسنى

مرة كنت أسير في الطريق بخطوات كنت أظنها حينئذ سريعة. وفجأة سمعت خطوات شخص يقترب خلفي وبعد دقيقة أو دقيقتين وصل ذلك الشخص بمحاذاتي، وكان أقصر مني في القامة، وبكل سهولة سبقني في المسير. فدفعني ذلك لأن أبذل مجهوداً أكثر لأسبقه في المشي.وبالطبع لما كنت أطول منه في القامة وصلت إليه وسبقته أيضاً بسرعة. لم يبطئ هو في مشيته ولكني أنا بالفعل ضاعت خطواتي. فتفكرت في كلمات الرسول لقديسي كورنثوس في رسالته الثانية "وغيرتكم قد حرضت الآكثرين".

أيها المؤمنون الأحباء، أليس لنا في هذه الحادثة البسيطة؟ قد يكون لنا الشئ القليل من المواهب. قد نكون قصيري القامة. لكن إن استثمرنا ماعندنا فلابد أن نكون ليس فقط بركة لأنفسنا ولكن مشجعين ومُحرضين للآخرين الذين هم أقدر منا ولكنهم متكاسلون ومتباطئون بسبب عدم التشجيع.

نحن لا نقدر أن نعرف إلى أي مدى يكون تأثيرنا على الغير. "غيرتكم قد حرضت الأكثرين" هكذا كتب الرسول فعيون كثيرة تتجه نحونا أيها الأحباء. إذن فلنكن غيورين في كل شئ وستكون مجازاتنا عظيمة. عالمين أن فرص إظهار غيرتنا التي هي الآن بين أيدينا ستمضي سريعاً. اليوم هو كل مانملك من زمن. فياليتنا كلنا ننشط لخدمة ربنا وقديسيه والخطاة المساكين الهالكين.

 

جمال الرب

أرسل لصديقك طباعة صيغة PDF

جـــمال الـــــــــــرب

"وَلْتَكُنْ نِعْمَةُ الرَّبِّ إِلهِنَا عَلَيْنَا"

كل إعلان لدينا عن الله ينبئ عن الجمال.فحيثما سرحنا الطرف في الطبيعة، وفي الزهور التي تتفتح، وفي الطيور التي تغرد، وفي قطرات الندى التي تترقرق، وفي الكواكب التي تستطع بنورها، وفي أشعة الشمس الذهبية وهي تجر أذيالها مائلة للغروب – نرى مايحدثنا عن جمال الله "صنع الكل حسناً في وقته". وفي الأسفار المقدسة ، كل إعلان عن طبيعة الله وصفاته يرينا إياه في جمال فائق. وفي المسيح "الله (الذي) ظهر في الجسد" ظهر للعيون البشرية جمال الله غير المنظور – جمال يخلب القلب أضاء من ثنايا حياته المباركة.

ويشار كثيراً إلى جمال الله في الكتاب المقدس. فداود في أحد مزاميره يعلن عن شهوة قلبه الوحيدة هي أن يسكن في بيت الرب كل أيام حياته لكي ينظر إلى جمال الرب. ثم نجد في صلاة موسى رجل الله تلك الطلبة الجميلة "لتكن نعمة (جمال) الرب إلهنا علينا" ومضمون تلك الطلبة هو أن يجعل الرب جمال فضائله على شعبه حتى يضئ في نفوسهم ذلك الجمال وينعكس على وجوههم وعلى حياتهم. وهذا يذكرنا بوجه موسى نفسه عندما نزل من على الجبل بعد الأربعين يوماً التي قضاها في عشرة الله. فقد ظل مغموراً بالمجد الإلهي كل تلك المدة حتى أن جسده نفسه كأنه قد تشبع بالمجد.

نعم. يوجد نور روحي يجعل المحيا لامعاً ، يوجد جمال نفسي يضئ في عالم الخطية هذا ، وهذا الجمال هو الذي يجب أن نطلبه قائلين "لتكن نعمة الرب إلهنا علينا" ليس هو الجمال الذي يذبل بتأثير المرض ويضيع بتوالي السنين ، بل الجمال الذي يزدهي في الأم ويتلألأ في الحزن ويضفي على تجعيدات وجه الشيخ الهرم نضارة وبهاء.

ومن مميزات نعمة الرب التي يجب أن تظهر على أتباعه "الذهن الروحي" العيون التي تتطلع إلى أعلى فوق الأمور الأرضية ، والقلب المثبت على مافوق الذي كل أشواقه أن يزداد حباً للرب وقرباً منه وتشبهاً به ولسان حاله "لتكن نعمة الرب إلهنا علينا" .

جمال الرب في الحياة البشرية ليس مجرد أشواق بل هو شئ عملي ظاهر ، لأن الأشواق الروحية الحقيقة ترفع الحياة كلها إلى فوق. يجب أن تكون لنا عواطف ورغائب روحية ولكن يجب أن نتبعها ونطيعها. يجب أن نتمتع بمجد الشركة مع المسيح ولكن علينا ان نأخذ معنا هذا المجد ليضئ طريقنا اليومي ويجعل حياتنا جميلة لامعة متميزة بإنكار الذات والعمل الدائب لخدمة السيد.

ومظهر آخر من مظاهر جمال الرب الذي يلبسه أتباعه هنا على الأرض هو النقاوة الأدبية "طوبى للأنقياء القلب" إن كل الجمال الروحي يبدأ في الداخل ، فلكي تكون نعمة الرب إلهنا علينا ولكي يضئ في حياتنا جمال صفات الرب يجب أن يكون الجمال الإلهي داخلنا. إن القلب النقي لابد أن يجعل الحياة كلها في مجد التجلي. والطريقة الوحيدة لجعل القلب نقياً هي أن يكون المسيح في القلب.

الحياة المُكرسة

أرسل لصديقك طباعة صيغة PDF

الحياة المُكرسة

ذهبت مرة إلي بلدة قريبة لإسمع موعظة عن التكريس ، ولم تكن فيها رسالة خاصة موجهة إليّ ، ولكن عندما ركع المتكل في صلاة الختام نطق بهذه العبارة : "أيها الآب ، أنت تعلم أننا نستطيع أن نثق في ذاك الذي مات لإجلنا" وفي هذه العبارة كانت الرسالة الموجهة إلى قلبي . قمت وانطلقت في الشارع لأركب القطار . وفي أثناء إنطلاقي كنت أفكر عميقاً فيما يعنيه التكريس بالنسبة لحياتي ولكني كنت وجلاً متردداً . وفي وسط ضوضاء الشارع وحركة المرور أتاني صوت خفيف هادئ "إنك تستطيع أن تثق في ذاك الذي مات لأجلك" ركبت القطار لأذهب إلى منزلي وبينما أنا في القطار كنت أفكر فيما يعنيه التكريس من انقلاب في حياتي ، من تضحيات وجهاد ، من سهر وصلاة وكنت متردداً وجلاً . ثم أتاني ذلك الصوت الخفيف الهادئ "إنك تستطيع أن تثق في ذاك الذي مات لأجلك" ذهبت إلى منزلي وقصدت حجرتي وهناك على ركبتيّ استعرضت كل حياتي الماضية. لقد كنت مسيحياً وعضواً في كنيسة ومدرساً في مدرسة أحد ولكني لم أكن قد سلمت بعد حياتي بجملتها لله. ثم عدت وفكرت في مشروعاتي التي قد تفشل والآمال المزدهرة التي قد تطرح جانباً ، وترددت ووجلت . ثم عاد وأتاني ذلك الصوت ولكن هذه المرة في قوة مقنعة "إنك تستطيع أن تثق في ذاك الذي مات لأجلك . وإن لم تثق فيه ففي مَن إذن تستطيع أن تثق ؟" وعندئذ انتهى الإشكال من أمامي لأنني تحققت تماماً أن ذلك الشخص الذي هكذا أحبني حتى مات من أجلي يمكن الوثوق به ثقة مطلقة من جهة ظروف الحياة .

أيها الصديق تستطيع أن تثق في ذاك الذي مات لأجلك. تستطيع أن تثق في قيادته لك في الطريق الأفضل لك في هذا العالم. ثق أنه لن يخمد فيك فتيلة يجب إشعالها. ثق أنه ينفذ كل رغبة فيك لمجد الله ولخيرك العميم. ثق أنه لا يطلب منك إلا الطاعة التي تنتهي بأعظم بركة لحياتك ولملكوت الله. ثق أنه لن يسلبك شيئاً فيه منفعة لك بل ثق أنه يشبع بالخير عمرك ويكلل حياتك بملء غنى نعمته ومحبته.

صفحة1 من 5