حافظ الإحسان

طباعة

حافظ الإحسان إلى ألوف

حافظ الإحسان ! إحسان لا يقل مطلقاً ، لا ينقذ البتة . إحسان مُعد كل حين للخطاة المساكين – لألوف الألوف منهم .

نعم إحسان يغمر لا الألوف فقط بل الملايين من الآثمة الذين يٌقبلون إلى ينبوع الرحمة بيسوع المسيح .

يالعظم قيمة ذلك الدم الثمين الذي يستطيع أن يغسل خطايا كل العالم ! يغسل حتى خطاياك .

أيها الخاطئ المسكين ، هل ترغب في أن تتخلص من خطاياك المتعبة لنفسك ؟ ألا تريد أن تتطهر منها وتنجو من دينونتها الرهيبة متى كان ذلك ممكناً ؟ أتريد أن تصير أبناً لله ؟ إن الله الذي يحفظ الإحسان إلى ألوف عنده إحسان مخزون لأجلك فهل تقبل أن توهب هذا الإحسان ؟ إن الله مستعد أن يهبه لك ولكن بالطريقة التي عينها هو "لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ، وَرَجُلُ الإِثْمِ أَفْكَارَهُ، وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ، وَإِلَى إِلهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ" (إش7:55) . مهما تكن خطاياك ومهما يكن عددها فهنا غفران يقدمه الله مجاناً لكل تائب متذلل ، يقدمه الله الرحوم الذي لا يُسر بموت الشرير ولكنه يُسر بالرحمة .

قد تصل حالتك لدرجة أن يبغضك معها أصدقاؤك ، لا بل لدرجة تجعلك أن تكره نفسك ، ولكن الله في مثل هذه الحالة ، وفي أشد منها ، يحبك وإن كان يكره خطاياك . إن الله يكره خطاياك لأنه يحبك ويحن شوقاً إلى نفسك . إنه يرحب بك كأب محب ويقول لك "ارجع ارججع عن طرقك الشريرة الضارة ، لماذا تهلك نفسك بنفسك؟" إن رغبة أبيك السماوي الحارة هي خلاصك أنت مهما تكن خطاياك .

فهل ترجع إلى الله فيقبلك . إنه لا يقبلك ووجهه عابس بل يقبلك والسرور والنعمة يملآن قلبه . يقبلك ويغمرك بالإحسان الذي يحفظه لألوف من الخطاة الآثمة .