لا أخاف شراً

طباعة

لا أخاف شراً (مز4:23)

أنظر كيف يستطيع الروح القدس أن يجعل المؤمن مستقلاً عن الظروف الخارجية ! وياله من نور لامع يسطع في داخلنا عندما يكون كل شئ مظلماً حولنا . أنظر كيف يستطيع المؤمن أن يعيش ثابتاً غير متزعزع ، وكيف يكون سعيداً وفي سلام ، عندما يهتز العالم وتنقلب الأعمدة ! وحتى الموت بما له من سلطان مزعج ، ليس له سلطان أن يعطل موسيقى قلب المؤمن . بل بالعكس يجلعلها أكثر حلاوة وأكثر طلاوة ، وأكثر عذوبة ، حتى تنتهي من هذا المشهد المملوء بالألم والحزن ، فننطلق عن طريق الموت لننضم إلى جوقة المرتلين السماويين ، ويتبدل الحال من فرح منقطع إلى سلسلة أفراح أبدية . ليتنا نثق في قوة الروح القدس لكي يعزينا .

أيها القارئ العزيز – هل تخشى الفقر ؟ لا تخف . فإن الروح القدس يستطيع وأنت في عوزك ، أن يجعل سروراً في قلبك أعظم من سرور الأغنياء الذين كثرت خمرهم وحنطتهم (مز7:4) . أنت لا تعرف الأفراح المخزونة لأجلك في الكوخ الذي تزرع النعمة حوله زهور القناعة .

هل أنت متألم من ضعف في جسمك ؟ هل تتوقع أياماً وليالي في الألم ؟ لا تحزن . فإن الفراش قد يصبح عرشاً لك . فأنت قلما تدرك أن كل كرب يتسرب إليك ، ربما يكون ناراً مطهرة ، تلتهم كل زغل فيك ، أو يكون شعاع مجد ينير خفايا نفسك .

هل بدأت عيناك تظلمان ؟ الرب يسوع سيكون نورك . هل آذانك وصلها الصمم ؟ اسم يسوع هو موسيقى نفسكك ، وشخصه سرورك . تعوّد سقراط أن يقول "يستطيع الفلاسفة أن يعيشوا سعداء بدون الموسيقى" . ويستطيع المؤمنون أت يعيشوا أسعد بكثير من الفلاسفة ، عندما تزول عنهم كل مسببات الفرح الخارجية . فيك ياإلهي يفرح قلبي . وبقوة روحك المبارك تبتهج نفسي ، حتى وإن فشلت كل الأمور عن تسليتي !