دعوة للحياة

أولئك الذين يملكون قلوبًا مليئة بالمحبة، تكون أياديهم دائمة ممدودة حين نصغي بصدق، علينا أن نتوقع أن ما نسمعه قد يغيرنا كنت انت التغير الذي تريد أن تراه بالعالم انت قوي بما يكفي لتتحمل و تتجاوز ما تمر به اليوم لا يمكن أن تصلح نفسك بأن تكسر غيرك كل الأمور الصالحة هي من عند الله يقدمها للبشر بقوته الإلهية وقدراته ويقوم بتوزيعها لمساندة الإنسان فإننا لا نبلغ إلى الغاية بغير إرادتنا، ولكنها (ارادتنا) لا تستطيع أن تصل هذه الغاية ما لم تنل المعونة الإلهيّة الصلاة التي ترتفع في قلب إنسان تفتح أبواب السماء المجد لك يا من أقمت صليبك جسراً فوق الموت، تعبر عليه النفوس من مسكن الموت إلى مسكن الحياة إن عناية الله أوضح من الشمس وأشعتها، في كل مكان في البراري والمدن والمسكونة، على الأرض وفي البحار أينما ذهبت تسمع شهادة ناطقة بهذه العناية الصارخة

من يرينا خيراً

أرسل لصديقك طباعة صيغة PDF

مـن يرينـا خيراً ؟؟

أراد سليمان الحكيم أن يتذوق طعم كل لذة تحت الشمس ليرى ماهو الخير لبني البشر حتى يفعلوه مدة أيام حياتهم وقد وضع الله بين يديه فرصة الحصول على كل مايتمناه القلب البشري تحت الشمس فقد استطاع أن يجمع كل م اشتهته نفسه في وقت واحد إذ قال "ومهما اشتهته عيناي لم أمسكه عنهما. لم أمنع قلبي من كل فرح" ولكن ماذا كان نتيجة اختباره ؟ كانت النتيجة التي استخرجها لنفسه ولنا أيضاً "بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ الْكُلُّ بَاطِلٌ وَقَبْضُ الرِّيحِ، وَلاَ مَنْفَعَةَ تَحْتَ الشَّمْسِ " ما أحوجنا أن نستحضر هذا القول أمام تصورنا وأمام فكرنا عندما نمر بمناظر العالم الخلابة حولنا – عندما نمر بالجنات والفراديس. عندما نمر بمواكب الاحتفاء والتبجيل لعظيم من الناس، عندما نمر بأماكن اللهو واللعب، بأماكن الأغاني والطرب، أن نذكر ونرجع ذلك القول الحكيم " الْكُلُّ بَاطِلٌ وَقَبْضُ الرِّيحِ، وَلاَ مَنْفَعَةَ تَحْتَ الشَّمْسِ" وهذا ليس حكم سليمان بل حكم الله على الأشياء التي تحت الشمس أعطاه لسليمان أن يقوله لنا كمختبر ومُجرب لكل ماهو تحت الشمس. فالإنسان لن يجد الخير في الأرض بل ولا تحت الشمس، فمهما عمل الإنسان فعمله باطل وقبض الريح ولذا نجد لسان حال كل إنسان عامل لنفسه لعله يجد الخير "من يرينا خيراً؟". وكما كان أيوب أيضاً مثالاً للذين يطلبون البر لأنفسهم بعمل أيديهم فالواحد كان يعمل لقلبه والآخر كان يعمل لضميره ولكن ماذا كانت النتيجة التي وصل إليها كل من هذين الاثنين اللذين وُضعا أمامنا في الكتاب كمثال لسالكي طريق كل من يريد أن يعمل لخير نفسه ، لقلبه أو لضميره؟ الواحد يقول "بِسَمْعِ الأُذُنِ قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ، وَالآنَ رَأَتْكَ عَيْنِي" (أي42: 5،6) والآخر يقول " الْكُلُّ بَاطِلٌ ".

وأما الذي ينظر إلى ما فوق الشمس، إلى مصدر الخير، إلى الذي يأمر بالخير، فيستطيع أن يختبر في نفسه قوة السلام والفرح اللذين لا يستطيع العالم أن ينزعهما أو يؤثر عليهما، فتحويل النظر إلى الله، إلى الله وحده، كمن هو الخير الحقيقي للنفس، هو طريق الوصول إلى السرور الحقيقي " كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هذَا الْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضًا. 14وَلكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ" (يو4: 13، 14).

فهل أنت أيها القارئ العزيز من الذين يريدون أن يجدوا الخير لنفوسهم بعملهم فيما هو تحت الشمس ؟ إن كنت الآن تريد أن تجرب ذلك فلسوف تحصد حسرةً وندماً.