دعوة للحياة

أولئك الذين يملكون قلوبًا مليئة بالمحبة، تكون أياديهم دائمة ممدودة حين نصغي بصدق، علينا أن نتوقع أن ما نسمعه قد يغيرنا كنت انت التغير الذي تريد أن تراه بالعالم انت قوي بما يكفي لتتحمل و تتجاوز ما تمر به اليوم لا يمكن أن تصلح نفسك بأن تكسر غيرك كل الأمور الصالحة هي من عند الله يقدمها للبشر بقوته الإلهية وقدراته ويقوم بتوزيعها لمساندة الإنسان فإننا لا نبلغ إلى الغاية بغير إرادتنا، ولكنها (ارادتنا) لا تستطيع أن تصل هذه الغاية ما لم تنل المعونة الإلهيّة الصلاة التي ترتفع في قلب إنسان تفتح أبواب السماء المجد لك يا من أقمت صليبك جسراً فوق الموت، تعبر عليه النفوس من مسكن الموت إلى مسكن الحياة إن عناية الله أوضح من الشمس وأشعتها، في كل مكان في البراري والمدن والمسكونة، على الأرض وفي البحار أينما ذهبت تسمع شهادة ناطقة بهذه العناية الصارخة

اقلام حرة

العش المهزوز

أرسل لصديقك طباعة صيغة PDF

العش المهزوز

كَمَا يُحَرِّكُ النَّسْرُ عُشَّهُ وَعَلَى فِرَاخِهِ يَرِفُّ، وَيَبْسُطُ جَنَاحَيْهِ وَيَأْخُذُهَا وَيَحْمِلُهَا عَلَى مَنَاكِبِهِ، هكَذَا الرَّبُّ وَحْدَهُ اقْتَادَهُ وَلَيْسَ مَعَهُ إِلهٌ أَجْنَبِيٌّ (تث11:32)

يرى أبونا السماوي أنه من اللازم أن يهز عشنا وأحياناً يسمح بأن يقلبه رأساً على عقب لنختبر القدرة على الطيران في مسالك الهواء بالقوة المذخرة لنا فيه. وحينذاك لن يصادفنا خطر لأن الأذرع الأبدية من تحت لترفعنا إذا ماهبطنا، وقبضة القدير دائماً تمسك بنا.

فعلى كل أولاد الله أن يتكلوا على شخصه الوحيد المبارك القادر أن يخلصهم من كل ظرف صعب سمحت العناية بأن يجوزوا فيه، لأن الله إذا وضع علينا حملاً وضع أيضاً يده تحتنا. وإذا كانت كل معاملات الله معنا إنما بحكمة صنعت فلا شك أن البلايا والآلام والظروف المعاكسة جميعها قد ترتبت لتنقي جمالنا الروحي ولتجعل ثمار الروح فينا أكثر لمعاناً وبهاء.

فيا من قد اهتز عشه واضطربت راحته وارتبكت ظروفه وتجمدت ضده العوامل المختلفة وفي الظاهر بلا سند ولا ملجأ لا تقل في قلبك "مَن يريني خيراً" أعلم أن يد القدير العطوفة هي التي امتدت إليك للبركة. امتدت إليك يد الإحسان لتكشف عنك الحجب التي خيمت عليك، ولتريك نعمة جديدة.

إن الله يسمح بأن يحرمك بعض الراحة ويمنع عنك بعض الإمتيازات الزمنية لكي يجعلك أقوى إيماناً به وأثبت يقيناً بشخصه.

إن الله يريد أن يكون أولاد جنود ورجال جهاد لذلك هو لا يتركهم ينامون في فراش وثير بل يدفع بهم إلى معترك الحياة يخوضون في غمارها ويسبحون في أنهارها، يصعدون مرتفاعاتها ويطوون مسافاتها شاهرين "سلاح الله الكامل" ضد الشر والشرير. بهذا يكتسب أولاد الله صفات المحاربين. فيا من أنتم الآن في قلب المعمعة هيا أعملوا وثابروا لترجعوا منتصرين. تقووا. كونوا رجالاً. فالرب عن يمينكم، وعلمه فوقكم محبة، والأذرع الأبدية من تحتكم وهكذا كل ما يلزم لإحراز نصر باهر قد تزودتم به. هيا وليترك كل واحد منا عشه في يد من معه أمرنا يهزه أو يثبته عالمين ان يده لا تمتد إلينا إلا وهي مليئة بالبركات.

إلـــــى الأمـــــــــــــام       يـاجيـــــش الســـــــلام

لاتـرهــــوا  العــــــــــــدى

نخطـــــــو ظـافــرين دومـــاً نـــاظـريــــــــن

لصــــــانـــع  الفــــــــــــدا

الاتكال على الرب

أرسل لصديقك طباعة صيغة PDF

الاحْتِمَاءُ بِالرَّبِّ خَيْرٌ مِنَ التَّوَكُّلِ عَلَى إِنْسَانٍ (مز8:118)

لا شك أن القارئ قد اختبر نتيجة الأتكال على الأمور التي تُرى بدلاً من الأتكال الكُلي على الله غير المنظور . فكثيراً ما ننتظر نحن المؤمنون العون من الإنسان ، ونشوه بساطة الأتكال على إلهنا مع أنه مكتوب "مَلْعُونٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَتَّكِلُ عَلَى الإِنْسَانِ، وَيَجْعَلُ الْبَشَرَ ذِرَاعَهُ، وَعَنِ الرَّبِّ يَحِيدُ قَلْبُهُ. 6وَيَكُونُ مِثْلَ الْعَرْعَرِ فِي الْبَادِيَةِ، وَلاَ يَرَى إِذَا جَاءَ الْخَيْرُ، بَلْ يَسْكُنُ الْحَرَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ، أَرْضًا سَبِخَةً وَغَيْرَ مَسْكُونَةٍ"(إر17: 6،5

أيها القارئ العزيز – هل أنت قلق من جهة أمورك الزمنية ؟ دعنا نتحاجج معك لحظة : أنت تحتمي بالرب وحده في أمر خلاصك الأبدي ، إذن فلماذا أنت مضطرب ؟ أليس مكتوب "إلق على الرب همك"؟ وأيضاً "لاتهتموا بشئ بل في كل شئ بالصلاة والدعاء مع الشكر لتعلم طلباتكم لدى الله"؟ إن كنت لا تثق في الرب من جهة الأمور الزمنية الضئيلة العديمة القيمة ، فكيف تثق فيه من جهة الأمور الروحية الأبدية ؟ هل تحتمي به لأجل فداء نفسك ، وتحتمي بخلافه لأجل مراحم أقل وأبسط ؟ أليس الله كافياً لسد حاجاتك ؟ أو هل كل غناه لا يكفي لملء احتياجاتك ؟ هل تحتاج إلى عين أخرى بجانب عين ذاك الذي يرى كل الأسرار ؟ هل يضعف حبه ؟ هل تعجز يده ؟ إن كان الأمر كذلك فأبحث لنفسك عن إله آخر . أما إذا كان إلهنا إله غير محدود ، قادراً على كل شئ ، أميناً إلى النهاية ، صادقاً في كل مواعيده ، حكيماً في كل ما يعمل ، فلماذا تجتهد في البحث عن مصدر ثقة آخر ؟ لماذا تبحث في الأرض لتجد أساساً آخر تبني عليه اتكالك ؟ أيها الحبيب لا تزيف ذهب إيمانك بزغل الثقة في البشر . لا تشته يقطينة يونان ، بل استرح على إله يونان ، دع الأساس الأرضي الواهي يكون من نصيب الجهال ، أما أنت فكن كمن سبق فرأى العاصفة ، فبنى لنفسه حصناً على صخر الدهور فإنه " 7مُبَارَكٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَتَّكِلُ عَلَى الرَّبِّ، وَكَانَ الرَّبُّ مُتَّكَلَهُ، 8فَإِنَّهُ يَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عَلَى مِيَاهٍ، وَعَلَى نَهْرٍ تَمُدُّ أُصُولَهَا، وَلاَ تَرَى إِذَا جَاءَ الْحَرُّ، وَيَكُونُ وَرَقُهَا أَخْضَرَ، وَفِي سَنَةِ الْقَحْطِ لاَ تَخَافُ، وَلاَ تَكُفُّ عَنِ الإِثْمَارِ "(إر17: 8،7

حافظ الإحسان

أرسل لصديقك طباعة صيغة PDF

حافظ الإحسان إلى ألوف

حافظ الإحسان ! إحسان لا يقل مطلقاً ، لا ينقذ البتة . إحسان مُعد كل حين للخطاة المساكين – لألوف الألوف منهم .

نعم إحسان يغمر لا الألوف فقط بل الملايين من الآثمة الذين يٌقبلون إلى ينبوع الرحمة بيسوع المسيح .

يالعظم قيمة ذلك الدم الثمين الذي يستطيع أن يغسل خطايا كل العالم ! يغسل حتى خطاياك .

أيها الخاطئ المسكين ، هل ترغب في أن تتخلص من خطاياك المتعبة لنفسك ؟ ألا تريد أن تتطهر منها وتنجو من دينونتها الرهيبة متى كان ذلك ممكناً ؟ أتريد أن تصير أبناً لله ؟ إن الله الذي يحفظ الإحسان إلى ألوف عنده إحسان مخزون لأجلك فهل تقبل أن توهب هذا الإحسان ؟ إن الله مستعد أن يهبه لك ولكن بالطريقة التي عينها هو "لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ، وَرَجُلُ الإِثْمِ أَفْكَارَهُ، وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ، وَإِلَى إِلهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ" (إش7:55) . مهما تكن خطاياك ومهما يكن عددها فهنا غفران يقدمه الله مجاناً لكل تائب متذلل ، يقدمه الله الرحوم الذي لا يُسر بموت الشرير ولكنه يُسر بالرحمة .

قد تصل حالتك لدرجة أن يبغضك معها أصدقاؤك ، لا بل لدرجة تجعلك أن تكره نفسك ، ولكن الله في مثل هذه الحالة ، وفي أشد منها ، يحبك وإن كان يكره خطاياك . إن الله يكره خطاياك لأنه يحبك ويحن شوقاً إلى نفسك . إنه يرحب بك كأب محب ويقول لك "ارجع ارججع عن طرقك الشريرة الضارة ، لماذا تهلك نفسك بنفسك؟" إن رغبة أبيك السماوي الحارة هي خلاصك أنت مهما تكن خطاياك .

فهل ترجع إلى الله فيقبلك . إنه لا يقبلك ووجهه عابس بل يقبلك والسرور والنعمة يملآن قلبه . يقبلك ويغمرك بالإحسان الذي يحفظه لألوف من الخطاة الآثمة .

لا أخاف شراً

أرسل لصديقك طباعة صيغة PDF

لا أخاف شراً (مز4:23)

أنظر كيف يستطيع الروح القدس أن يجعل المؤمن مستقلاً عن الظروف الخارجية ! وياله من نور لامع يسطع في داخلنا عندما يكون كل شئ مظلماً حولنا . أنظر كيف يستطيع المؤمن أن يعيش ثابتاً غير متزعزع ، وكيف يكون سعيداً وفي سلام ، عندما يهتز العالم وتنقلب الأعمدة ! وحتى الموت بما له من سلطان مزعج ، ليس له سلطان أن يعطل موسيقى قلب المؤمن . بل بالعكس يجلعلها أكثر حلاوة وأكثر طلاوة ، وأكثر عذوبة ، حتى تنتهي من هذا المشهد المملوء بالألم والحزن ، فننطلق عن طريق الموت لننضم إلى جوقة المرتلين السماويين ، ويتبدل الحال من فرح منقطع إلى سلسلة أفراح أبدية . ليتنا نثق في قوة الروح القدس لكي يعزينا .

أيها القارئ العزيز – هل تخشى الفقر ؟ لا تخف . فإن الروح القدس يستطيع وأنت في عوزك ، أن يجعل سروراً في قلبك أعظم من سرور الأغنياء الذين كثرت خمرهم وحنطتهم (مز7:4) . أنت لا تعرف الأفراح المخزونة لأجلك في الكوخ الذي تزرع النعمة حوله زهور القناعة .

هل أنت متألم من ضعف في جسمك ؟ هل تتوقع أياماً وليالي في الألم ؟ لا تحزن . فإن الفراش قد يصبح عرشاً لك . فأنت قلما تدرك أن كل كرب يتسرب إليك ، ربما يكون ناراً مطهرة ، تلتهم كل زغل فيك ، أو يكون شعاع مجد ينير خفايا نفسك .

هل بدأت عيناك تظلمان ؟ الرب يسوع سيكون نورك . هل آذانك وصلها الصمم ؟ اسم يسوع هو موسيقى نفسكك ، وشخصه سرورك . تعوّد سقراط أن يقول "يستطيع الفلاسفة أن يعيشوا سعداء بدون الموسيقى" . ويستطيع المؤمنون أت يعيشوا أسعد بكثير من الفلاسفة ، عندما تزول عنهم كل مسببات الفرح الخارجية . فيك ياإلهي يفرح قلبي . وبقوة روحك المبارك تبتهج نفسي ، حتى وإن فشلت كل الأمور عن تسليتي !

صفحة3 من 10