الغيرة في الحسنى
مرة كنت أسير في الطريق بخطوات كنت أظنها حينئذ سريعة. وفجأة سمعت خطوات شخص يقترب خلفي وبعد دقيقة أو دقيقتين وصل ذلك الشخص بمحاذاتي، وكان أقصر مني في القامة، وبكل سهولة سبقني في المسير. فدفعني ذلك لأن أبذل مجهوداً أكثر لأسبقه في المشي.وبالطبع لما كنت أطول منه في القامة وصلت إليه وسبقته أيضاً بسرعة. لم يبطئ هو في مشيته ولكني أنا بالفعل ضاعت خطواتي. فتفكرت في كلمات الرسول لقديسي كورنثوس في رسالته الثانية "وغيرتكم قد حرضت الآكثرين".
أيها المؤمنون الأحباء، أليس لنا في هذه الحادثة البسيطة؟ قد يكون لنا الشئ القليل من المواهب. قد نكون قصيري القامة. لكن إن استثمرنا ماعندنا فلابد أن نكون ليس فقط بركة لأنفسنا ولكن مشجعين ومُحرضين للآخرين الذين هم أقدر منا ولكنهم متكاسلون ومتباطئون بسبب عدم التشجيع.
نحن لا نقدر أن نعرف إلى أي مدى يكون تأثيرنا على الغير. "غيرتكم قد حرضت الأكثرين" هكذا كتب الرسول فعيون كثيرة تتجه نحونا أيها الأحباء. إذن فلنكن غيورين في كل شئ وستكون مجازاتنا عظيمة. عالمين أن فرص إظهار غيرتنا التي هي الآن بين أيدينا ستمضي سريعاً. اليوم هو كل مانملك من زمن. فياليتنا كلنا ننشط لخدمة ربنا وقديسيه والخطاة المساكين الهالكين.