دعوة للحياة

أولئك الذين يملكون قلوبًا مليئة بالمحبة، تكون أياديهم دائمة ممدودة حين نصغي بصدق، علينا أن نتوقع أن ما نسمعه قد يغيرنا كنت انت التغير الذي تريد أن تراه بالعالم انت قوي بما يكفي لتتحمل و تتجاوز ما تمر به اليوم لا يمكن أن تصلح نفسك بأن تكسر غيرك كل الأمور الصالحة هي من عند الله يقدمها للبشر بقوته الإلهية وقدراته ويقوم بتوزيعها لمساندة الإنسان فإننا لا نبلغ إلى الغاية بغير إرادتنا، ولكنها (ارادتنا) لا تستطيع أن تصل هذه الغاية ما لم تنل المعونة الإلهيّة الصلاة التي ترتفع في قلب إنسان تفتح أبواب السماء المجد لك يا من أقمت صليبك جسراً فوق الموت، تعبر عليه النفوس من مسكن الموت إلى مسكن الحياة إن عناية الله أوضح من الشمس وأشعتها، في كل مكان في البراري والمدن والمسكونة، على الأرض وفي البحار أينما ذهبت تسمع شهادة ناطقة بهذه العناية الصارخة

مشكلة زوجية

أرسل لصديقك طباعة صيغة PDF

المشاكل الزوجية

د.مفيد جميل

تعتبر الخلافات الزوجية من المشكلات العامة التي تواجه كل المتزوجين , فقبل الزواج يميل الشاب والفتاة اللذان يعيشان قصة " حب " إلي تأكيد الأشياء التي يتشابهان فيها , وإنكار تلك التي يختلفان فيها , وغالباً ما نسمع القول : " سيكون زواجنا مختلفاً " . لكن سرعان ما يظهر التوتر حين يعيش أثنان يختلفان في شخصيتيهما وخلفيتهما عن معاً . فعلاقة الزواج الحميمة جداً تكشف كلاً منهما تماماً امام الآخر .

إن الجهود المبذولة من كلا الزوجين , والرغبة العميقة في تطوير الزواج , والإستفادة النهائية من كل خلافات زوجية , كل هذه الاشياء تساعد علي الوصول إلي زواج أفضل . لكن هذا ليس بالأمر السهل . وإن الأحتكاك والتوتر المستمر يؤدي غالباً إلي أنفجارات , تؤدي بدورها إلي خلق مزيد من التوتر . ولا يمكن تجنب الصدمات الزوجية علي الإطلاق , وهي دليل كاف علي وجود شيء أعمق مما يظهر علي السطح , فالخلاف الزواجي قد ينتج عن الأنانية , أو نقص الحب , أو عدم الإستعداد للغفران , أو الغضب , أو المرارة , أو مشاكل الإتصال والتفاهم , أو القلق , أو الشرهة الجنسية , أو الأحساس بالنقص . إن كل هذه الأشياء أو بعضها يمكن أن تسبب التوتر .

 


 

 

أولاً :- أسباب المشكلات الزوجية

يقول جاري كولنز : " تبدأ مشكلات الزواج في الظهور حين ينحرف الزوج والزوجة , أو أحداهما عن الطريق الذي يرسمه لنا الكتاب المقدس في تكوين 2 : 42 . إن علم الإجتماع وعلم النفس الحديث والدراسات المرتبطة بالزواج كلها توضح بعض الأشياء التي يمارسها المتزوجين فينحرفون بممارستها عن المستوي الكتابي للزواج ".

1- مشكلات الاتصال : هذه أكثر الأسباب شيوعاً لمشكلات الزواج , فالإخفاق في ممارسة الاتصال الصحيح يؤدي بالضرورة إلي مشكلات في علاقات الزواج . ويحدث هذا الإخفاق حين تكون الرسالة المرسلة ليست الرسالة المستقبلة. إن رسائل الاتصال قد تكون لفظية " بالكلمات " , أو غير لفظية " بالإيماءات أو درجة الصوت أو بتعبيرات الوجه أو غيرها ". وحين تختلف الرسالة المنطوقة عن تلك التي تحملها الرسالة غير اللفظية , عندئذ تكون الرسالة " مزدوجة ". وهذا بالضبط ما يقود إلي اللبس والارتباك وتشويه أو منع الاتصال.

2- الدفاع عن النفس: أو الاتجاهات الأنانية : إن الإقتراب الشديد من شخص آخر يعرضنا للخطر , فنحن نعرّض نفوسنا للنقد وربما للرفض حين نترك الفرصة لشخص آخر أن يكشف أعماقنا ويلمس ضعفاتنا ويعرف مواطن عدم الأمان داخل نفوسنا , لذلك فإن غالبيتنا يعرف جيداً قيمة أن نضع " حواجز حول أنفسنا " , إذ ليس من السهل أن نطمئن علي أنفسنا في يد  شخص أآخر . إن كل مظاهر العناد , وعدم الإستعداد لوضع الثقة في الآخرين , يسمونه: " الخوف من الحب " . ويعتّبر الناس عن هذا الخوف بمحاولتهم أن ينعزلوا عاطفياً عن غيرهم. ولكي يحمي البعض أنفسهم من ذلك, ولكي يتمكنوا من البقاء في مركز القوة باستمرار , فأنهم يداومون علي قمع شريك الحياة بالكلام , وقد يقمعونه باستخدام أيديهم . وهذا بالضبط ما يجعل العلاقة الزوجية متوترة ومشحونة باستمرار .

3- التوتر الداخلي : حين يحدث الزواج, ويكون عمر الزوج والزوجة عشرين سنة أو أكثر , يكون كل منهما قد قضي حياته الماضية في خبرة مختلفة وتدريب مستمر علي التعامل مع الحياة بطرق مختلفة .. وغالباً ما تعالج هذه الاختلافات عن طريق مقارنة أسلوب الزواج مع أسلوب الزوجة, أو عن طرق محاولة الجمع بين أسلوبين مختلفين. لكن أحياناً لا يرغب الطرفين في التغير , مما يؤدي إلي أن تصبح هذه الفروق مناطق خلاقات واسعة تتحول إلي معارك عنيفة يخوضها الطرفان.

وإليك قائمة ببعض نقاط الخلاف بين الزوجين :

الجنس : تظهر المشكلات الجنسية في حياة الكثيرين, وأحياناً تؤدي إلي مشكلات أخري. وفي مرات قد تكون المشكلات الجنسية ناتجة عن مشكلات أخري.

الأدوار : الكتاب المقدس واضح تماماً فيما يختص بهذا الأمر , لكن المسيحيين يختلفون حول تفسيرهم للكتاب المقدس , كنتيجة لذلك تظهر الخلافات المصحوبة بالتنافس بين طرفي الزواج.

الدين : يحذرنا الكتاب المقدس بشدة من المشكلات الزوجية التي تظهر في الزواج المختلط ( طرف مؤمن مع طرف غير مؤمن ). لقد لاحظ أغلب العاملين بالمشورة أن هناك خلافات كثيرة ناشئة عن الاختلاف في الاهتمامات الدينية أو أختلاف الطائفة. وتزيد هذه المشكلة في حالة وجود الأولاد , إذ يصعب التكهن أو التنبؤ عن أي نوعية من التعليم الديني سوف يتلقونه.

القيم : يعتبر أختلاف القيم بين الزوجين أحد الأسباب الأساسية وراء التوتر والاختلافات الزوجية, ففي البيت يتصرف المتزوجين بما يتفق مع مبادئهم ومعتقداتهم, بل ويحاربون من أجل قيمهم الخاصة إذا شعروا بأن شريك الحياة ينتهك أو يهاجم هذه القيم .

الأحتياجات : بالأضافة إلي احتياجاتنا الجسدية والنفسية, ربما توجد احتياجات فردية خاصة, مثل الحاجة إلي التسلط أو التحكم أو التملك أو الإنجاز أو المساعدة. فعلي سبيل المثال إذا توافرت الرغبة في التسلط لدي كل من الزوج والزوجة, فإن هذا سيخلق فرصة لحدوث النزاع والتوتر.

المــــــال : 1-  كيف تكسب الأسرة مواردها المالية ؟

2- من الذي يتحكم في هذه الموارد ؟ وكيف ينفقها ؟

3- ما هي " الأحتياجات " الفعلية, وما هي الأشياء التي تعتبر " رغبات",

هل يلزم عمل ميزانية للبيت ؟ ما الذي يحدث إذا حدث " عجز " في هذه الميزانية ؟

حين تختلف إجابة الزوج عن إجابة الزوجة بخصوص هذه الأسئلة, فإن ذلك مؤشر علي احتمال ظهور المشكلات.

4- ضغوط إضافية : وقد تشمل هذه الضغوط ما يلي :

  • بشكل عام, من الذي يأمر أو يطلب أو يذم الطرف الآخر.
  • احتياجات الأطفال ومطالبهم التي تتدخل بشدة وبشكل متكرر في أحاديث الزوج والزوجة.
  • الأصدقاء, بما فيهم الأصدقاء من الجنس الآخر .
  • الأزمات التي قد تهدد العلاقات الأسرية وتخلق توتراً مستمراً علي جو الأسرة.

إن كل هذه يمكن أن تكون سبب بركة للزواج, لكنها في أحيان أخري قد تهدد بقوة الانسجام والتناغم بين الزوجين.

5- المــــــــــلل : حين يصبح الزواج كئيباً وروتينياً, فإن الزوج والزوجة يتطلعان إلي الخارج بحثاً عن التغيير والتحدي, وقد يخلق هذا بالتالي المزيد من الخلافات الزوجية.

ثانياً : دور الغضب في الخلافات الزوجية :

علي عكس ما قد يعتقد البعض, فإن وجود الحب بين شخصين لا يمنع ظهور مشاعر الغضب والحوار الساخن, فإن العلاقة الحميمة والحوار الدائم الساخن يسيران جنبا إلي جنب. إنهما وجهان لعملة واحدة. حين يحيا أثنان حياة منفصلة كلّ عن الآخر, تظهر الأختلافات وكأنها أقل, لكن حين يقترب كل منهما إلي الآخر بالزواج, فإن الأختلافات التي بينهما ستبدو أكثر وضوحاً , فالزواج والخلاف يظهران معاً. إن الأشخاص الذين نعيش معهم ونهتم بهم يحركون فينا نوعين من المشاعر علي السواء: الحب والغضب .

ولكي نستخدم الخلاف كواحد من الأشياء التي تقوي الزواج, علينا أولاً أن نفهم الغضب بوجه عام, فهو الذي يجعل الخلاف شديداً بحيث لا يمكن السيطرة عليه.

1- معتقدات خاطئة عن الغضب :-

  • · إذا أحب كل واحد أخاه, فلن يتغاضبوا أبداً.
  • · الغضب شيء رديء.
  • · لا يجب أن نغضب بسبب أشياء صغيرة.
  • · يجب أن نتجنب الغضب. وإذا غضبت فأحرص علي ألا تؤذي مشاعر الآخر.
  • · أفضل أسلوب للتعامل مع الغضب هو أن تقول بالضبط تماماً ما الذي تفكر فيه.

2- معتقدات صحيحة عن الغضب :-

الغضب أستجابة إنسانية عادية تماماً, فحين يشعر الإنسان أنه مهدد أو محبط أو مهاجم, فإن الجسم البشري يستعد بطريقة أوتوماتيكية لرد فعل دفاعي, فتزداد ضربات القلب ويسرع التنفس ويزداد إفراز الأدرينالين في الدم, وهكذا يزداد التوتر. كل هذه الأمور تعد جزاءاً من هذا الشعور الذي يسمونه : الغضب.

إن الغضب ليس " سيئاً ", لكنه فقط له " سمعة سيئة", لأنه يستخدم غالباً بطرق خاطئة. والغضب عاطفة قوية, بل هو واحد من مصادر الطاقة مثل البترول المكرر " الجازولين" القابل للأنفجار الذي يدمر كل شيء إذا أحسن الإنسان استخدامه مثل الاستفادة من نفس البترول في إدارة محرك السيارة.

إن التحدي الذي يقع علي عاتق الأزواج هو أن يتعلموا كيف يتعاملون مع الغضب ليجعلوه مفيداً وبناء لعلاقتهم بدلاً من أن يكون مدمراً.

3- الطرق القديمة للتعامل مع الغضب :

هناك أتجاهين متطرفان في التعامل مع الغضب :-

  • · الكبت والإخماد.
  • · التنفس أو الأنفجار.

إن الذين يكبتون الغضب كأنهم ينكرون وجوه. إنهم يتجنبون النزاع, يتفادون الخصام, ويذوبون الخلافات ويحاولون دفنها أو تغطيتها. وإذا سألتهم يجاوبون بأن كل شيء علي ما يرام. يحاولون إقناع أنفسهم والآخرين حولهم بأن حياتهم تخلو من المضايقات, وهدفهم هو : " السلام بأي ثمن ", وغالباً ما يكون هذا الثمن باهظاً : هدفه سطحي ظاهري, مع علاقة زوجية هشة وضحلة, يؤدي كل ذلك إلي تربية الغل والحقد داخل النفس.

- أما النوع الثاني فهم الذين يتركون العنان للغضب لديهم. إنهم " ينظفون الجو". وغالباً يشبه " فرقة أو هبة " زورق بحري في لحظة انطلاقه. هذا النوع من البشر يستريح من الضغوط بهذه الطريقة إلي إيذاء الآخرين, لكن تكلفة هذه الطريقة باهظة جداً : العداوة التي تنشأ, الأقوال المؤذية التي تقال, التصرفات الضارة, والندب لا تندمل !!

إن الطريقتين السابقتين ضارتان جداً بالزواج. وإن طريقة : " أحتفظ به كله " أو " نفّس عنه كله " لا فائدة منهما في علاقة حميمة كالعلاقات الزوجية . والطريقة البديلة لهذين الطرفين غلي تصرفات إيجابية تقوي العلاقة الزوجية .

و في سبيل تعلم طرق جديدة للتعامل مع الغضب ينبغي أن يكسر الزوجان نماذج السلوك التقليدية , فيقيم الزوجان تصرفاتهما التي تصدر عنهما وقت الغضب . ينبغي أن يتوقفا عن كبت الغضب كله أو التنفيس عنه كله , ويمكن لكل منهما أن يساعد الآخر في كسر نموذج السلوك الذي تعود علية حتي يطور طرقاَ أكثر فاعلية في التعامل مع الغضب.

4- طرق جديدة للتعامل مع الغضب :-

إن معرفتنا أن الغضب شعور منحه الله لنا يساعدنا علي تعلم طرق جديدة للتعامل معه. وإليك ثلاث خطوات أساسية في هذا الطريق:

(أ) الخطوة الأولي : لا تهـــــــــاجم       :- يخلق الغضب الرغبة في الدفاع عن النفس. ومن طرق الدفاع عن النفس توجيه اللوم للآخر. وغالباً يكون هذا الآخر شريك الحياة. وغالباً ما تنطلق مثل هذه الكلمات : " أنت دائماً السبب " أو " أنت عمرك كله هكذا " . لكن لنلاحظ أن الهجوم يشجع علي ظهور الهجوم , وذلك يؤدي بالضرورة إلي زيادة وإنتشار الغضب حول الموضوع المطروح " للنزاع " ! وفي العلاقات الزوجية يجب أن يختفي الهجوم الجسدي علي الشريك. إن الأمر شائن تماماً !!

(ب) الخطوة الثانية : أعـــــرف الغضــــــــــب     :- ينبغي أن يتفق الطرفان علي النظر إلي الغضب علي أنه عاطفة طبيعية. وعلي كل طرف أن يعبر عن غضبه للآخر بدلاً من أن يخمده. وعليه أن يخبر الطرف الآخر بما يشعر به بأقصي سرعة. وهذه المشاركة تتم عن طريق القول : " أنا أشعر بالغضب , أو بالإحباط , الهياج , الضيق , .... إلخ " . حاول أن تشرح لشريكك تفسيرك الشخصي لما حدث. لا تحاول أن تجعل شريكك يخمن ما الذي حدث. أبدأ بالتعبير عن نفسك مستخدماً كلمة " أنا " بدلاً من " أنت " .

(ج) الخطوة الثالثة : أنظر إلي ما وراء الغضــــــــــــــب         : الغضب شعور ثانوي, لكن المشاعر التي نسميها " غضباً " ليست في حقيقتها كذلك , بل هي مشاعر أعمق : إبداء ... أخذ الأمور وكأنها مسّلم بها أو واجبة الوجود ... الإحساس وكأنه مسجون .. وكأنه مستخدم . دائماً مضغوط . لذلك يجب علي الأزواج أن ينظروا إلي ما وراء الغضب . وأن يتعاملوا مع هذه المشاعر إذا أرادوا أن يتعاملوا مع الغضب بنجاح. يجب كشف المشاعر العميقة بأن يشارك كل طرف الشريك الآخر بها بالقول : " شعرت بكذا حين .... ".

حين تشعر بالغضب حاول أن تجيب عن هذه الأسئلة : ما الذي حدث قبل الواقعة مباشرة ؟ ما الذي أشعر به أيضاً : ( متعب – جوعان – محبط – مختنق – أشعر بعدم الأمان ... إلخ ). هل هذا الموقف ذكرني بشيء ما في ماضيّ ؟!

إن النظر إلي ما وراء الغضب ربما لا يكون ممكناً حتي " تبرد " المشاعر , فمن الصعوبة أن يفكر الإنسان بوضوح وخارج نطاق مشاعره الملتهبة طالما كان الخلاف مستمراً. إن الصمت أو " الإستراحة القصيرة " يمكن أن تكون مفيدة جداً في هذا الوقت . لكن لاحظ أن الصمت الطويل يزيد من حدة التوتر والغضب . عندما تبرد " درجة الحرارة " يعود الشريكان للحديث عما يشعر به كل مهما. وحين يكون أحدهما متحدثاً , علي الآخر أن ينصت بأهتمام لحديثه ولا يقاطعه. بهذه الطريقة يمكن لكل منهما أن يعبر عن مشاعره ويوضحهّا للآخر.

أعتقد أن تعلم طرق جديدة للتعامل مع الغضب ليس أمراً سهلاً , وسيتطلب هذا مجهوداً كبيراً لكن بينما يحاول الزوجان تعلم طرق التعامل مع الغضب, سيبدأ كل منهما في تفهم شريكه بشكل أفضل . ونجاح الزوجين في هذا الموضوع سيزيد من درجة الثقة بينهما بشكل كبير .

ثالثا : حـــــــــل النزاعــــــــات :-

1- التراضي :       وفي هذه الطريقة لا يوجد طرف يحقق كل ما يريد. كل منهما يحصل علي شيء مقابل . وفي هذه الطريقة , كل منهما يكسب " شيئاً " ما . وبمرور الوقت تصبح هذه الطريقة غير مشبعة ولا مرضية للطرفين , لأن الحل يكون " نصف الطريق عليّ ونصفه علي عليك ".

2- التسليم أو الإستسلام :        تعتمد هذه الطريقة علي إستسلام أحد الطرفين للطرف الآخر , فيمنحه كل ما يريد . وتصبح هذه الطريقة جيدة حين يكون موضوع النقاش عديم الأهمية بالنسبة لأحد الأطراف . وربما يكون هذا التنازل " هدية أو هبة " يدقمها أحد الطرفين للطرف الآخر . أو ربما تصبح علي سبيل التفاوض " هذه المرة سوف نصنع ذلك الشيء علي طريقتك أنت, وفي المرة القادمة نصنعه علي طريقتي أنا " . لمن هذه الطريقة تصبح ضارة حين يكون أحد الأطراف هو المتنازل دائماً . أي الحل هو " طريق واحد ".

3- الأتفـــــــــــاق علي الأختــــــــــلاف :        تكون بين الزوجين في بعض الأحيان كبيرة وعظيمة , إذ ذاك يشعر كل طرف بقوة طريقه شريكه غير ممكنه. لهذا يتم الأتفاق علي الأختلاف في بعض الموضوعات , وبذلك تصبح هذه الطريقة صحية ومفيدة في الحفاظ علي الهوية الشخصية لكل منهما , رغم أن ذلك قد يؤدي في الوقت نفسه إلي ضعف إحساسهما بأنهما " زوج وزوجة " . الحل هو " لا طريق " ( فيتم الاتفاق علي عدم الاتفاق ) .

4- الإشتــــــــراك في العمـــــــــل :-        يعمل الشريكان معاً لفهم حقيقة الموضوعات المطروحة وأسباب الاختلاف حولها , ويبحث كل منهما عن الحل الذي يقابل احتياجات كل منهما ويسددها . هذا الحل هو " كلا الطريقين " ( وهو الحل الأمثل ).

رابعاً : بعض النقاط الأساسية في التعامل مع النزاعات :-

1- أنظر إلي الغضب والنزاع علي أنهما أمران عاديان .

2- اتفقا كزوجين علي أنكما ستحاولان حل هذه النزاعات .

3- لا تهاجم شريكك حين تشعر بالغضب .

4- عَرف نفسك وشريكك أنك غضبان . استخدم الجُمل التي تبدأ بكلمة " أنا " . أنا أشعر بالغضب بسبب ... "

5- أنُظر إلي المشاعر الكامنة خلف الغضب .

6- قاوم الغضب قبل أن تحاول البحث عن حل .

7- تأكد أنك تتعامل مع الموضوع الحقيقي . كن محدَداً .

8- وضّح بسرعة الأمور التي تغضب بسببها قبل أن تستفحل المخاطر داخلك .

9- كن مستعداً للبحث عن حلول جذرية . حاول أن تجد الحل الذي يجعل كل طرف من الطرفين فائزاً .

10- كن مستعداً لأن تعتذر .

11- في حل النزاعات ينبغي أن نركز علي أشياء معينة أكثر من أشياء أخري :-

التركيز علي :

أكثر من :

موضوع واحد

المشكلة الفعلية

السلوك أو التصرف

أمور محددة

التعبير عن المشاعر

جمل تبدأ بـ " أنا أشعر"

التفهم المتبادل

موضوعات كثيرة

الشخص ذاته

الشخصية

موضوعات عامة

إدانة الشخصية

جمل تبدأ بـ " أنت دائماً "

من الفائز ؟ ومن الخاسر ؟

قال هارفي م . برج Harvey. M. Berg : " إن معرفة إذا كان تأثير النزاع إيجابياً أو سلبياً يظهر بعد نهاية المناقشة والحوار . فإذا صار الزواج أكثر قوة بعده كان ذلك دليلاً علي تأثيره الإيجابي , والعكس صحيح ".

+ الخلاصة :- أعتقد أن النزاعات المستمرة والغضب الدائم يمكنه أن يدمر تدريجياً التفاهم والمودة الزوجية , فبدون وجود الإحساس بأن شريك الحياة يمكنه أن يفهمني فإن بهجة الزواج سوف تفقد في قلب الزوجان كلُ واحد بمشاعره الغاضبة , في جو من التفهم والإنفتاح وتقليل الدفاعات النفسية , فإنهما سيوفران جهدهما وطاقتهما للبحث عن حلول جذرية للموضوعات التي تسبب النزاع . إن كل طرف يمكنه أن يكون أكثر مرونة وأكثر قدرة علي إيجاد الحلول . والأهم من ذلك أنه سيكون أكثر إشباعاً من خلال القرارات الصحيحة التي يتوصل إليها الزوجان معاً .

إن النزاع يمكن أن يتحول من عدو لدود للحياة الزوجية إلي صديق يساعد علي زيادة الألفة والمودة . والتفهم بين الشريكين .

ونصيحتي الأخيرة في هذا الموضوع " لا تغرب الشمس علي غيظكم " ( أف 4 : 26 ) بمعني لا تذهبا إلي الفراش قبل أن تفحصا نفسيكما أمام بعضكما , وتعبّرا عن نفسيكما بما هو داخلكما حتي لا تكبر المشكلة الصغيرة وتنمو وتتراكم عليها غيرها , فيكون من الصعب الغفران للطرف الآخر . يجب أن تكون التصفية أولاً بأول .