دعوة للحياة

أولئك الذين يملكون قلوبًا مليئة بالمحبة، تكون أياديهم دائمة ممدودة حين نصغي بصدق، علينا أن نتوقع أن ما نسمعه قد يغيرنا كنت انت التغير الذي تريد أن تراه بالعالم انت قوي بما يكفي لتتحمل و تتجاوز ما تمر به اليوم لا يمكن أن تصلح نفسك بأن تكسر غيرك كل الأمور الصالحة هي من عند الله يقدمها للبشر بقوته الإلهية وقدراته ويقوم بتوزيعها لمساندة الإنسان فإننا لا نبلغ إلى الغاية بغير إرادتنا، ولكنها (ارادتنا) لا تستطيع أن تصل هذه الغاية ما لم تنل المعونة الإلهيّة الصلاة التي ترتفع في قلب إنسان تفتح أبواب السماء المجد لك يا من أقمت صليبك جسراً فوق الموت، تعبر عليه النفوس من مسكن الموت إلى مسكن الحياة إن عناية الله أوضح من الشمس وأشعتها، في كل مكان في البراري والمدن والمسكونة، على الأرض وفي البحار أينما ذهبت تسمع شهادة ناطقة بهذه العناية الصارخة

كيف تكسبين قلبه باقصر الطرق؟

أرسل لصديقك طباعة صيغة PDF

من المؤسف أنّ معنى الزواج عندنا لم يتخذ مفهومه الحقيقي بصفة عامة عند المثقفات وبصفة أعم عند غير المثقفات. المرأة تنظر إلى الزواج وكأنه صفقة رابحة تذلل لها الصعاب وتمنحها ألواناً من الرفاه والإمكانات بدون أن تقدم أي مقابل.

 

وكذلك الزوج أو العريس في نظر الفتاة وأهلها هو ذلك الشمعة التي يجب أن تحرق نفسها لتضيء حياة العروس وأهلها وتملأ حياتها بالخير والبركات.
ولكن ما هو المقابل الذي ينبغي أن تقدمه الزوجة حتى يحق لها أن تطالب بمال زوجها وأيامه ومستقبله؟
المرأة الواعية فقط تعرف هذا بغض النظر عن كونها مثقفة تحمل الشهادات العليا أو أمية لا تعرف حرفاً من لغة القلم. المرأة الناضجة الواعية التي تتجمل بالإخلاص والعدل والضمير الحي تعرف الجواب ... وهو جواب واضح وواقعي ... وهو أن تقابل إخلاص زوجها بالمثل، وأيضاً عدله معها وتفانيه في إسعادها ... يجب أن تقابله بالمثل وذلك بمنحه السعادة والراحة وتخفيف أعباء الحياة عن كاهله، ولو علمنا أن المرأة الأجنبية تجعل هدفها من الزواج هو إسعاد زوجها. ويزيد في سعادتها تكريس وقتها لخدمة زوجها والعمل على راحته لتعجبنا من هذا ولما صدقنا لأننا مستغرقات في مساوئ عاداتنا التي تبدأ بطلب المهر الكبير واشتراط الهدايا والتكاليف الباهظة الثمن للعرس وتنتهي ببغض أمه وأبيه ومضايقتهما، والتفريق بينهما وبين ابنهما الذي هو زوجها.
لو دققت الزوجة النظر إلى هذا العمل لرأت فيه ولا شك جريمة بشعة. إن مجتمعنا في كل بلادنا العربية ممتلئ بأمثال هذه المآسي وأن قصة الحماة والكنة هي أم القصص ومشكلة المشاكل. فهما دائماً في عراك ومشاحنات وعداء مستحكم يحيل بيت الزوجية إلى جحيم، ونرى الزوج بينهما حائراً تعيساً لا يدري أينتصر لزوجته التي هي كل مستقبله أم لأمه التي هي كل ماضيه المفعم بالتضحيات لأجله، وتمضي حياة الزوج بهذا الشكل مثقلة بالمتاعب والآلام في أغلب الأحيان، وتظل الزوجة عمياء عن هذه الحقيقة غير مشفقة على زوجها ولا على أمه، غير مقدرة تضحيات والدة زوجها التي ربته صغيراً إلى حين بلغ الشباب ووجدته العروس أمامها شاباً مكتملاً فيه كل المميزات التي أعجبتها. ولو علمت الزوجة أن كرهها لوالدة الزوج أو والده أو بقية أهله يبعد قلبه عنها إلى مسافة لا تستطيع بعدها استعادة ذلك القلب. ولو علمت أيضاً أن العكس يأتي بالنتيجة العكسية بدون شك، لأقلعت عن كل ما تفعله ضد أهل الزوج ولأحبت أهل زوجها كما تحب أهلها وأكرمتهم.
وعلى هذا الأساس نرى المرأة في الشعوب الراقية المتحضرة تؤمن بحقيقة كبيرة وتعمل بها بإخلاص وهي محبة أهل زوجها جميعاً واحترامهم وخدمتهم قدر المستطاع وربما التضحية من أجلهم إذا اقتضى الأمر ذلك. لأنها تعرف تأثير هذا على شعور زوجها الذي سينعكس في نفسه حباً لها وتضحيةً من أجلها وكذلك هي تفعل هذا الشيء لأنها عاقلة واعية فهمت الحياة وأدركت أن أبوي زوجها يجب أن لا يجحد فضلهما عليه وأنهما بالنسبة له كأبويها بالنسبة لها وكما ستكون هي بالنسبة لأولادها عندما يشبون ويتزوجون.
فهل من الصعب علينا فهم هذه الحقيقة إلى هذا الحد؟
وهل من الصعب أن ندرك أن عرفان الجميل هو أجمل ما في الحياة وأنه يتمثل في الوفاء للأبوين سواء من الابن أو زوجة الابن؟
وهل من الصعب أن تعرف نساؤنا أن أقرب طريق إلى قلب الزوج هو محبتها لأهله؟