دعوة للحياة

أولئك الذين يملكون قلوبًا مليئة بالمحبة، تكون أياديهم دائمة ممدودة حين نصغي بصدق، علينا أن نتوقع أن ما نسمعه قد يغيرنا كنت انت التغير الذي تريد أن تراه بالعالم انت قوي بما يكفي لتتحمل و تتجاوز ما تمر به اليوم لا يمكن أن تصلح نفسك بأن تكسر غيرك كل الأمور الصالحة هي من عند الله يقدمها للبشر بقوته الإلهية وقدراته ويقوم بتوزيعها لمساندة الإنسان فإننا لا نبلغ إلى الغاية بغير إرادتنا، ولكنها (ارادتنا) لا تستطيع أن تصل هذه الغاية ما لم تنل المعونة الإلهيّة الصلاة التي ترتفع في قلب إنسان تفتح أبواب السماء المجد لك يا من أقمت صليبك جسراً فوق الموت، تعبر عليه النفوس من مسكن الموت إلى مسكن الحياة إن عناية الله أوضح من الشمس وأشعتها، في كل مكان في البراري والمدن والمسكونة، على الأرض وفي البحار أينما ذهبت تسمع شهادة ناطقة بهذه العناية الصارخة

من يدخل من ثقب الابره؟

أرسل لصديقك طباعة صيغة PDF

 

يمكننا أن نستشعر مدى الألم الذي اعتصر قلب الرب وهو يقول للتلاميذ مستغرقاً في التفكير: (مت10)"«مَا أَعْسَرَ دُخُولَ ذَوِي الأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ اللَّهِ!»".(ع25) « مُرُورُ جَمَل مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ» لقد اندهشوا لسماع ذلك، إذ لا شك أنهم فكروا، كما يفعل الكثيرون اليوم، بأن الفقراء هم أكثر أهلية لدخول الملكوت من الأغنياء. ولكن يسوع أوضح أن الخطر هو في أن يضع الإنسان ثقته بثروته التي تمنع المرء من أن يتخذ مكانه الصحيح أمام الله كخاطئ بائس يمكنه أن يخلص بالنعمة وحسب. إن مرور الجمل من ثقب الإبرة لهو أسهل من دخول غني ملكوت الله. وحدهم أولئك الذين يبكّتون أنفسهم ويأتون إلى الله، معترفين بحالتهم الضالة وفقرهم الروحي، يجدون مدخلاً إلى هناك. وسأل التلاميذ مذهولين مبهوتين: "فَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْلُصَ؟" فأجابهم يسوع قائلاً أن كل شيء مستطاع عند الله. حتى الأغنياء يمكن الإتيان بهم إلى مكان لا تعود فيه الثروة هي موضع ثقتهم بل الله الحي.

جعل هذا التلاميذ يتعجبون قائلين: «فمن يستطيع أن يخلص؟» فلكونهم يهودًا يعيشون تحت الناموس رأوا الغِنى بحقِّ أنه علامة على بركة الله. فقد وعد الله، بحسب الناموس الموسوي، بالنجاح والفلاح للذين يطيعونه. لذلك افتكر التلاميذ أنه إذا لم يتمكن الغني من الدخول إلى الملكوت، فلن يتمكّن أحد آخر من الدخول إليه أيضًا. وأجابهم يسوع أن ما هو مستحيل عند البشر مستطاع عند الله. ماذا نستنتج من تعليم هذا النص؟ نستنتج، قبل كل شيء، أنّه يعسر على الأغنياء أن يخلصوا (ع23) لأن هؤلاء الناس يميلون إلى محبة ثروتهم أكثر من الله. ويفضِّلون التخلي عن الله على التخلّي عن ثروتهم. ويضعون ثقتهم في الغنى أكثر ممّا في الرب. وطالما وجدت هذه الأحوال، فلا يمكن لهم أن يخلصوا. صحيح أن الغنى كان في العهد القديم إشارة إلى رضى الله. لكن ذلك تغيّر الآن. فقد صار الغنى امتحانًا لتكريس الإنسان بدلاً من أن يكون علامة على بركة الله. يمكن للجمل المرور من ثقب الإبرة بسهولة أكثر من دخول الغني إلى باب الملكوت. فبشريًّا، بكل بساطة، لا يمكن للغني أن يخلص. ويمكن هنا أن يعترض أحدهم فيقول: لا يمكن لأحد بحسب البشر أن يخلص! هذا صحيح. لكنه يصحّ أكثر في حالة الرجل الغني. فهو يواجه عقبات لا يدري بها الفقير. فلا بد لصنم حب المال من أن يُخلَع من على عرش قلبه، ولا بد له من أن يقف أمام الله كمُعدِم. وهذا التغيير مستحيل بحسب البشر، فالله وحده يقدر على عمله. إن المسيحيين الذين يدَّخِرون الكنوز على الأرض، غالبًا ما يدفعون ثمن عدم طاعتهم في حياة أولادهم. فقلّما نرى أولادًا من عائلات كهذه يسلكون في رضى الربّ.

بقلم هنري أ. أيرونسايد , وليم ماكدونالد