انتظار الرب
"وأما منتظروا الرب فيجددون قوة" (إش31:40)
لقد صلى إيليا إلى الله أن لا تمطر . وإذ صلى هكذا أعاد ذكر الله إلى الأذهان والله لم يخيّب قصده "فلم تمطر" لأن الله يأبى إلا أن
يعمل معنا عندما نعمل بالإيمان لإعلان اسمه ويكون أساس هذا الإعلان مجده وحده . ونحن نوقن أن إيليا النبي إنما أعلن الله للناس
على ذلك الأساس فقط ، إذ لم يكن يُسره قط أن يرى الأرض وقد تحولت إلى برية قاحلة مُجدية ، ولا أن يرى إخواته وهو يهلكون
!بواسطة مجاعة ومايتبعها من أمور مُرعبة
وهذه الصلاة كانت نتيجة انتظار طويل في محضر الله وعمل روح الله في نفس خادمه العزيز . حقاً نستطيع أن نقول "جيد أن ننتظر الرب " ؛
والإنتظار لا يأتي بالنتائج والإجابة الحسنة فقط كما نرى في مسألة إيليا ، ولكن بالتدريب العميق للنفس والشعور بالراحة والسلام التام
وسط صعوبة الظروف . فما أعظم التعزية ، ويالها من بركة له أن يسمح لروحه بأن تسبح ولمشاعره بأن ترتفع نحو الله الذي وحده يستطيع
.أن يرفعه فوق مستوى جاذبية العالم المنظور إلى جو هادئ ومُنير في حضرته المُباركة ، بل ويجعله أيضاً أكثر تأثيراً فيمن حوله
.ياليتنا جميعاً نكون أكثر إنتظاراً للرب جاعلين أكبر الصعوبات في حياتنا أو الصعوبات حولنا سبباً للإقتراب إلى عرش النعمة
وهكذا نكون أفضل تأثيراً في الأوساط التي نعيش فيها وليس هذا فقط بل وتمتلئ قلوبنا بالراحة والشجاعة بواسطة الإنتظار لله لأن الوعد
.لم يَخِب قط "منتظرو الرب يجددون قوة" وهو وعد ثمين ياليتنا نتشبع به أكثر فأكثر
إننا في حاجة إلى نكون أكثر انتظاراً في حضرة الله إلى حد يتناسب مع حاجتنا
فإذا شعرنا أن الحاجة تستدعي أكثر مما نفعل فيجب أن يكون عندنا شئ أكثر من روح الصلاة
– تلك الروح التي تضع الله في مركزه اللائق به كالله القدير رغم ظلام الظروف وتضعنا نحن في مركزنا اللائق بنا كالمعتمدين عليه والواثقين فيه
ماكينتوش