المراعى الخضراء
أنا هو الباب إن دخل بى أحد فيخلُص ويدخل ويخرج ويجد مرعى"يوحنا 10 :9"
الراعى دائماً يهتم أن يُطعم خرافه جيداً .. هكذا أيضاً المسيح خاصته .. ،
بل ويقودهم حيث المراعى الخضراء .. إنَّ الكتاب المُقدس هى أرض
مرعاه ، والمرعى هُناك هو دائماً الأفضل .. إنَّ كل أصحاح أو فصل
فيه هو خُضرةٍ غنيةٍ .. ربما بعضها تبدو لأول وهلة جرداء وعقيمة ،
ولكن حتى هذه فيها خُضرة تكفى لأشباع نفسٍ جائعة ...
ثم أنَّ هُناك مراعى وحقول للصلاة..هذه تقع بالقرب من تخوم السماء ..
هى دائماً فى الأعالى وفى الأودية الهادئة بين الجبال..والراعى الصالح
دائماً يقودنا هُناك عبر بوابات الصلاة .. هُناك نركع ونسجد فى تواضع
وأنكسار وندخل معه فى المراعى الخضراء ، ونُطعم نفوسنا حتى
الشبع والأرتواء..نحن ندخل بوابات الأقداس،فنجد للتو طعاماً روحياً ،
هُناك نجدها فى الخدمات ، والأسرار الكتابية ..
فى حياتنا اليومية العادية،إن كنا بحق نتبع المسيح،فدائماً سنكون
فى المراعى الغنية .. المسيح لايقودنا أبداً إلى أرضٍ بور بلا طعام أو
شراب .. حتى فى أصعب الآلام والتجارب والأحزان،هُناك أيضاً طعام ..
أحياناً نظنُّ أن هًاك فقط جدوبة فى حياتنا المُتعَبَة ..مليئة بالتجارب ،
الهموم ، والتضحيات ، لكنَّ الراعى الصالح معنا ، وهُناك دائماً توجد
المراعى الخضراء ..
لذا فالعالم الواسع هو حقلٍ غنى طالما أنَّ المسيح يقود قطيعه ،
وإن لم يُطعم أى مسيحى،هذا لأنه لا يُريد أن يأكل..وأنَّ المُشكلة
هى أنه لا يجوع للطعام الروحى ..
إن أصعب شئ فى هذا العالم ليس صرخة من أجل لُقمة عيش ،
بل نفسٍ لا تجوع . كثيرون يموتون وسط خيرات الراعى الصالح
ليس بسبب حاجتهم للطعام ، بل من أجل حاجتهم للشهية .. !